الاثنين، 18 أغسطس 2008

من الطارق

استيقظت على صوت منبه الساعة. أنها الساعة السادسة صباحا، ألقت الأغطية بعيدا عنها وهمت بالنهوض. مشت بصعوبة باتجاه النافذة وفتحت ستارة الغرفة. فجأة بدأت ترتجف كل شي فيها بدأ يرتجف وبدأ قلبها ينبض بسرعة. برزت عيناها كأنما همتا بالخروج من محجريهما. أنه نفس الشخص الذي التقت بيه قبل أيام. ما لذي يفعله هنا؟ أهو المستأجر الجديد؟ قالت جيسكا وشفتاها ترتجف. تركت النافذة ومشت باتجاه المرآة وجلست هناك لدقائق، نظرت إلى نفسها بالمرآة وبدأت تمعن النظر إلى شكلها، رغم أنها قد تجاوزت الثلاثينيات من العمر لكن عيناها ما تزالا تحتفظ بالبريق ذاته ،بوجهها البيضوي البرونزي ، وبشفتيها الممتلئتان المنفرجتان آلتان لا تنطبقان على بعضهما كأنهما ترفضا أن تنطبقا لأنهما ترفضا كل شي عادي. مع هذا فقد ترك الزمن أثاره عليها، فبدأت تلمس التجاعيد أسفل عيناها بعصبية كأنها أردت أن تنزعهم بعيد عن وجها. بدأ شارع ذكرياتها يمر أمام عيناها، كل شي فيها كان يريد أن تعود تلك الأيام، بدأت تبتسم كالمجنونة،تذكرت أول مرة دق قلبها بقوة شديدة وبمغص في معدتها عندما كانت تلتقي بذلك الشاب الذي كان ينظر إليها بنفس الاهتمام والإعجاب، حقا كان حبنا رائع. فجأة فتح الباب: فدخلت طفلة مسرعة باتجاهها وصرخت "ماما، ماما، هناك شخص على الباب يقول بأنه المستأجر الجديد "انفرجت شفتا الأم من وقع ماسمعته قالت بذهول : "المستأجر الجديد؟" نزلت الأم مسرعة إلى الطابق السفلي متوجهة نحو الباب ، توقفت فجأة أنه نفس الشخص ، نفس النظرة، والابتسامة أنه نفس الرجل الذي كانت قد التقت بيه قبل أيام ، بدأ قلبها يدق وبدأت تحس بنفس المغص المزعج في معدتها. جمعت أنفاسها وقوتها ثم أجابت عليه "أهلا " قال لها بصوت قوي لكنه دافئ : "أني المستأجر الجديد، أين هو منزل السيد ادهم؟ أجابت: انه في الجانب الأخر وأشارت باتجاه المنزل. شكرها وتوجه نحو المنزل. لم تتحرك من مكانها وعيناها مازالتا تتبعانه حتى اختفى في منزل السيد أدهم.. إنها الساعة السابعة جلست لتتناول الفطور مع ابنتها. تركت المنزل وبدأت تقود سيارتها متوجه إلى المدرسة، مازالت أفكارها مشوشة ، مازالت متوترة، كل شي فيها بدأ يصرخ ويبكي كاد يغمى عليها، انه شريط كابوس مأساة الحادث الذي خطف حياة زوجها وأول رجل طرق أبواب قلبها يمر أمام عيناها ، أوقفت السيارة على جانب الطريق، ألقت بنظرها على ابنتها، أنها نسخة حية من أبيها، ثم انحنت بأتجاها وقبلتها قبله خاطفه ثم رسمت ابتسامة دافئة على وجهها وواصلت قيادة سيارتها متوجه نحو المدرسة. "ها قد وصلنا" قالت الابنة،، نزلت ابنتها وهي تلوح بيدها لامها "بآي ماما" أجابتها "بآي صغيرتي توخي الحذر توقفت للحظات ثم واصلت قيادة سيارتها مسرعة ، ونظرها متوجه نحو الأمام إلى الزحامات والى البنايات، لا تعرف ماذا يخبئ لها القدر ، لا تريد أن تسبق الأحداث، أنها تريد أن تعيش ماينتظرها في لحظته. لكن ما كانت واثقة جدا منه هو بأنها ستكون قوية دائما لأجل ابنتها لأنها جزء منها ، لأنها تجد صورتها فيها. وقفت سيارتها أمام بناية الشركة التي تعمل فيها، وتوجهت نحو مكتبها ....

النهاية

هناك تعليق واحد:

*الخاتــــIraqi Ladyـــووون* يقول...

إنتي موهوبة بالكتابة يا أميرة فعلاً فعلاً..

تقبلي تحياتي